نبات الدرياس أو بونافع: فوائد الدرياس الطبية في علاج فيروس كورونا والسرطان

فوائد نبات الدرياس الطبية هو موضوع اليوم على مدونة عالم الزراعة والتي نقدم لك فيها دائماً العديد من الطرق والمواضيع المتعلقة بزراعة الخضروات والفواكه والأعشاب والأشجار والنباتات بأنواعها بالإضافة إلى طرق الري والتسميد والعناية بالنباتات حتى الحصاد، والعديد من المقالات المتعلقة بالمعلومات العامة عن الخضروات والفواكه والأعشاب.

نبات الدرياس أو بونافع (الاسم العلمي: ثابسيا غارغانيكا أو جارجانيكا Thapsia garganica) ويعرف أيضاً بـ DRIAS PLANT أو FALSE FENNEL أو الجزرة القاتلة Death Carrot، وسُمي بـ Thapsia لأنه يقال إنه وجد في جزيرة ثابسوس Thapsos.

معلومات عن نبات الدرياس أو بونافع (ثابسيا جارجانيكا)

نبات الدرياس هو عشبة معمرة يتراوح ارتفاعها من 4 أقدام إلى 1.2 متر تقريباً، ويتواجد في البلدان الساخنة، مثل الجزائر، ويتواجد أيضاً في أراضي السهوب والنجود العليا، ويتواجد في تونس وليبيا والمغرب وصقلية بإيطاليا، ويتواجد أيضاً في بعض البلدان الأخرى من حوض البحر المتوسط.

إذا كنت تبحث عن فوائد الدرياس أو فوائد عشبة بونافع أو أضرار عشبة بونافع، فجيب أن تعلم أن الإغريق القدماء أطلقوا على الدرياس اسم "الجزرة القاتلة" واستخدم ذلك المصطلح أيضاً في الأدب اليوناني القديم، وذلك بسبب أن أي ماشية تأكلها سوف تموت، وفي الجزائر يُقال إن الجمال التي تأكل هذا النبات كانت تموت في غضون أيام قليلة من تناولها.

استخدم الأطباء القدماء نبات الدرياس، فقد كان الإمبراطور نبيرون يستخدمه ممزوجاً باللبان لعللاج الكدمات، واستخدم أيضاً الدرياس كمضاد لتهيج الآلام الروماتيزمية، ولكن الدرياس معروف بأنه يسبب حرقان وتهيج وطفح جلدي مع حكه، ولذلك لا ينصح باستخدامه، ولكن الفكرة في استخدامه كمسكن في الطب القديم كانت في أن الألم الذي ينتج عن استخدامه سوف يوقف الشعور بالألم الأصلي.

عشبة بونافع أو عشبة الدرياس كعلاج للسرطان

العلماء والباحثين بجامعة كوينز قاموا بإجراء عدة أبحاث ودراسات على هذا النبات، وتم تطوير مادة ثابسيجارجين أو ثابسيغارجين Thapsigargins الموجودة في الراتنج أو المادة الصمغية المستخلصة من جذور هذا النبات، وتم استخدام تلك المادة كعلاج مضاد للسرطان، وأجرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA منذ تسع سنوات تجارب المرحلة الأولى على مجموعة مُختارة من مرضى سرطان البروستاتا.

من المتوقع أن يثبت هذا الدواء المستخرج من نبتة الدرياس فعاليته في قتل الخلايا السرطانية لدى البشر كما فعل في المختبرات، ومع ذلك سوف يستغرق هذا الأمر بعض الوقت قبل أن يُمكن اعتبار هذا العلاج آمناً لأن التجارب على البشر عادةً ما تتكون من 3 مراحل، وتتجه شركة Inspyr Therapeutics المختصة بالتكنولوجيا الحيوية ومقرها في تكساس؛ نحو تجارب المرحلة الثالثة من استخدام Mipsagargin المبني على مادة مادة ثابسيغارجين Thapsigargins لعلاج الأورام السرطانية.

مادة ثابسيجارجين (ثابسيغارجين Thapsigargins)

يعمل الثابسيغارجين Thapsigargin عادةً عن طريق المرور عبر أغشية الخلايا وإغلاق مضخات الكالسيوم، والتي ضرورية لبقاء الخلية، ولكن قام فريق الأبحاث والدراسات المختص بعمل تعديل جزئي على ثابسيغارجين Thapsigargin عن طريق إضافة سلسلة Peptide إضافية تعمل على منع السم من دخول الخلايا حتى يصادف وجود PSMA وهو عبارة عن إنزيم موجود بشكل شائع على العديد من خلايا سرطان البروستاتا

من المعروف أن العلاج الكيميائي التقليدي يستهدف فقط الخلايا التي تنمو بشكل سريع، ولكن هذا السم العلاجي الجديد يعتبر طبيب عام، حيث أنه يدمر الخلايا السرطانية التي تنمو حالياً، بالإضافة إلى تدمير الخلايا الخاملة غير السرطانية والتي يتم تجنيدها لمساعدة التورمات السرطانية على النمو.

مادة ثابسيجارجين أو ثابسيغارجين Thapsigargins تعتبر مادة شديدة السمية إذا ما تم استخدامها كدواء بشكل مباشر، وذلك لأنه يمنع قناة الكالسيوم الرئيسية الموجودة في كل خلية من خلايا الإنسان، والتي بعد ذلك تقوم بتنشيط الشلال البيوكيميائي القاتل والذي يعرف بإسم موت الخلايا المبرمج، أو الموت الخلوي.

حتى الآن لم يتم إثبات أن نبات الدرياس يمكن زراعته في ظروف الاحتباس الحراري، وبشكل عام هو نبات لا تتم زراعته جيداً، ولذلك فإنه يُعتبر معرض لخطر أن يصبح ضمن النباتات النادرة مع استمرار البحث عن مادة ثابسيغارجين Thapsigargins لاستخدامها كدواء مضادء للسرطان، وهذا سوف يشكل صعوبة كبيرة حيث أن شركة Inspyr Therapeutics للتكنولوجيا الحيوية إذا نجحت في اختبارات المرحلة الثالثة من Mipsagargin سوف تحتاج سنوياً ما يصل إلى طن واحد من المواد المستخدمة في إنتاجه.

نبات الدرياس كعلاج لفيروس كورونا COVID-19

أعلن باحثون في جامعة نوتنجهام البريطانية أن مادة الثابسيجارجين التي تستخلص من نبات الدرياس والمستخدمة حالياً في العقار التجريبي لعلاج السرطان أنه يمكن أن يوقف فيروس كورونا COVID-19 والعائلة التاجية بشكل عام وغيره من مسببات نزلات البرد.
الباحثين اختبروا العلاج على الحيوانات ووجدوا أنه قد يكون قادراً على وقف الإصابة بفيروس كورونا SARS-CoV-2 الذي يسبب Covid.

وجدت التجارب أيضاً أن الدواء والذي سيتمكن البشر من تناوله كحبوب إذا أثبت فعاليته سيكون فعالاً ضد فيروسات كورونا والتي تسبب نزلات البرد، وكذلك الإنفلونزا وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي RSV.

بدلاً من استهداف فيروس كورونا على وجه التحديد، فيمكن استخدام مضادات الفيروسات لمنع تطور مجموعة من الفيروسات التي تسبب أعراضاً مماثلة، ووفقاً للباحثين، فإن هذا التطبيق الواسع سوف يجعل من الممكن لهذا الدواء أن يكون فعلاً في المستقبل ضد أوبئة المرض X.

صرح البروفيسور كين تشاو تشانغ أحد الباحثين الرئيسيين، بأن هناك حاجة إلى مزيد من الاختبارات لأنه لا يوجد دليل على أنها ستعمل على البشر، ولكنه قال " إن النتائج تشير بقوة إلى أن مادة ثابسيجارجين ومشتقاتها تعِد بعلاجات مضادة للفيروسات ضد كوفيد والإنفلونزا".

تستهدف الأدوية المضادة للفيروسات المرخصة للإنفلونزا جزءاً من الفيروس نفسه لإيقافه أو لإبطاء قدرته على نسخ نفسه داخل الخلايا المصابة، ولكن الثابسيغارجين Thapsigargins يعمل عن طريق إطلاق مجموعة من الإستجابات الخلوية المضيفة بدلاً من استهداف الفيروس نفسه، بمعنى آخر فإن الدواء يجعل الخلايا أكثر قدرة على محاربة الفيروسات باستخدام القدرة الطبيعية لجهاز المناعة، وتؤدي هذه الإستجابات إلى تعطيل دورة تكاثر الفيروس في عدة أماكن في الوقت ذاته، مما يمنع الفيروس من التكاثر والسيطرة.

هذا الأمر يجعل الدواء ذو قيمة خاصة ضد السلالات الجديدة من الفيروس والناتجة عن الطفرات، لأن تلك الطفرات التي تحدث في جزء واحد من دورة تكاثر الفيروس لا ينبغي أن تقلل من فعالية الدواء، حيث أظهرت الاختبارات المعملية على الخلايا أن الدواء أوقف الفيروس من صنع نسخ جديدة من نفسه في غضون 30 دقيقة فقط ولم يتلاشى لمدة يومين.

قال البروفيسور تشانغ "بينما لا نزال في المراحل الأولى من البحث في هذا المضاد الفيروسي الجديد وتأثيره على كيفية علاج فيروسات مثل COVID-19، فإن هذه النتائج مهمة للغاية".

في الختام؛ أتمنى أن يكون هذا الموضوع قد ساعدك في التعرف على عشبة الدرياس أو عشبة بونافع وفوائدها الطبية في علاج السرطان وفيروس كورونا.

المصادر: